في سنة 1960، و استنادا الى الاحصاءات الرسميه المصرية، كان في القطر المصري 15,493 فلسطينياً. لكن عدد الوافدين الى مصر من أهل قطاع غزة قد ازداد، أوائل الستينات(4)، أساسا بسبب استعادة الاقتصاد الفلسطيني عافيته، من جديد. وانتشر الفلسطينيون في أربعة عشرة محافظه؛ تراجع عدد هذه المحافظات بعد حرب 1967، الى عشر محافظا، بعد ان احتلت القوات الاسرائيليه صحراء سيناء، و هددت مدن القناة، فدفعت سكانها الى هجر مدنهم و قراهم، في محافظات القناه الثلاث، و ارتفع عدد الفلسطينيين في مصر، سنة 1969، الى قرابة 33,000 نسمة(5).
في اواسط الثمانينات حددت احصائيات ادارة الحاكم العام لقطاع غزة مجموع الفلسطينيين المقيمين في مصر، بصورة قانونية، بحوالي 27,500 شخصاً، فضلا عن قرابة ثمانيه الاف آخرين، يقيمون في مصر بصورة غير رسمية. فيما تؤكد مصلحة الجوازات والسفر والجنسية المصرية بأن العدد الصحيح هو 25,423. ومعروف بأن ثمة 1,800 شخصا قد أبعدتهم سلطات الاحتلال الاسرائيلي من قطاع غزة، وآوتهم مصر في مديرية التحرير(6).
تركز الفلسطينيون في محافظات القاهرة و الجيزة و الاسكندرية، و بوجة الخصوص في محافظة القاهرة التي تستقطب اكثر من نصف مجموع الفلسطينيين في مصر( 52%). اما الجيزة فتستقطب 7%، فيما بقي في سيناء زهاء 25 الف فلسطيني، و تجمع في الوادي حوالي 43 الفا (7)، و بهذا يصبح التجمع الفلسطيني هنا السادس، من حيث الاهمية العددية للفلسطينين خارج وطنهم المحتل بجزئية (أراضي 1948 والضفه و القطاع).*
يستخلص خبير سكاني فلسطيني من التوزيع الديمغرافي للفلسطينين في مصر أنهم من سكان الحضر، حيث يسكن 94.4 % من مجموعهم المدن، فيما يسكن 5.6 % الارياف(
. أما عن تركيبهم العمري، فيشير الهرم السكاني الى نمط مغاير، تماماً للنمط المعروف في المجتمعات النامية؛ كما يختلف ايضاً، عن الانماط الاخرى المعروفه، حيث يميز الديموغرافييون بين ثلاثة انماط من الاهرامات السكانية ؛ اولها تتسع قاعدتة وتضيق قمتة، في اشارة الى مجتمع فتي، تتسع فيه نسبة المواليد والاطفال و غير البالغين، وهوالنمط السائد في مجتمعات الاقطار النامية. أما النمط الثاني فيمثل مرحلة الشيخوخة، حيث تضييق قاعدتة، و تقترب اضلاع هرمه من القائمة و تتصف المجتمعات التي يأخذ هرمها السكاني هذا الشكل بتدنى نسبة المواليد و ارتفاع نسبة ذوي الاعمار الكبيرة، و تكاد تتساوى معدلات مواليده مع معدلات وفياته ( كلاهما منخفض) . و لايبدو الهرم السكاني للتجمع الفلسطيني ضيق القاعدة كما ان كبار السن لا يشكلون نسبة كبيرة؛ في حين تتسع نسبة الاعمار المتوسطة فتصل نسبة الفئة العمرية من 20-24 سنة الى 14.7% من مجموع السكان، أما الذين تجاوزت اعمارهم 65 سنة، فلا يمثلون أكثر من 1.8%، وشكلت نسبة الاعمار الصغيرة ( أقل من 15 سنة) 29,6%. فيما احتلت الفئات المتوسطة ( 15-64 سنة) النسبة الغالبة (68,6%) من المجموع الكلي . لان الطلاب يشكلون ما يقرب من 46% من المجموع الكلي للسكان الفلسطينيين(9).
لم يكن توزيع الفلسطينيين الجغرافي في مصر، حتى سنة 1986. قد تغير كثيراً، عما كان علية، وفقا للارقام الواردة في الجدول رقم (1). فقد تركز الفلسطينيون في القاهرة والاسكندرية، ومحافظة الشرقيه، ومنطقه القناة، وسيناء. ويميل الاغنياء في القاهرة الى السكن، عادة في هليوبولس، والدقي ومدينة نصر، بينما يسكن افراد الطبقه الوسطى في أحياء العباسية، وشبرا. أما الفقراء فمراكزهم في وشبرا و عين شمس في القاهرة اضافة الى محافظة. الشرقيه في أبي كبير، والزقازيق، وناقوس الصلاحية، والخطرة. أما في سيناء فهم، على الاغلب، في العريش والشيخ زويد(10).
تحتفظ وزارة الخارجية المصرية بوثيقة، أصدرتها مصلحة وثائق السفر و الهجرة و الجنسية، سنة 1994، لعدد وثائق السفر التي اصدرتها المصلحة الفلسطينيه، موزعه على الفئات المختلفة:
فئة أ = الوافدين الى مصر قبل نكبة 1948 = 1,075 لاجئ
فئة ب = الوافدين مع نكبة 1948 = 13,032 لاجئ
فئة ج = الوافدين مع العدوان الثلاثي 1956 وبعده = 142 لاجئ
فئة د = الوافدين حتى اندلاع حرب 1967 = 6,417 لاجئ
فئة هـ = الوافدين بعد حرب يونيو 1967 = 236,307 لاجئ
المجموع = 256,973 لاجئ